عدنان بن عبد الله القطان

7 رمضان 1443هـ – 8 إبريل 2022 م

—————————————————————–

الحمد لله يمن على عباده بمواسم الخير أفراحاً، ويدفع عنهم بلطفه أسباب الردى شروراً وأتراحاً، نحمده تعالى ونشكره شكراً يتجدد ويتألق غدواً ورواحاً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، رافع لواء الدين دعوة وإصلاحاً، والهادي إلى طريق الرشاد سعادة وفلاحاً، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، خيار هذه الأمة تقىً وصلاحاً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ما تعاقبت الليالي والأيام مساءً وصباحاً.

أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

معاشر المسلمين: إن من رحمة الله تعالى وفضله علينا في شهر رمضان المبارك، أن المسلم يفرح بقدومه، ويستبشر بحلوله، لأن فيه يعلن المسلم العبودية الخالصة لله، وفيه من العطايا والكرامات والرحمات، ما يسر الخاطر، ويبهج القلوب، يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمِرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أقبل، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) . وجعل الله تبارك وتعالى في هذا الشهر للصائم فرحتان، بهما تسعد حياته، وتتحقق عبوديته لربه، وينال بهما شرف اللقاء بخالقه سبحانه وتعالى، ومجاورة رسوله صلى الله عليه وسلم: ( فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) يقول رسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يريه عن ربه: (قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) نعم عباد الله ولم لا يفرح المسلم،  وقد منّ الله عليه بالهداية وبلغه رمضان، ووفقه للصيام والقيام،  وأتم الله عليه نعمته فمنحه الرحمة، وتفضل عليه بالمغفرة، ووعده بالعتق من النار ؟! لم لا يفرح الصائم، وقد أكرمه الله تعالى بأن حباه لساناً ناطقاً يلهج بذكره، وأمره بالتكبير شكراً وحمداً على هدايته، وجعله دليلاً على شكره : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ، وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

ولم لا يفرح المؤمن عند فطره، وهو يتناول قليلاً من الرطب أو حبات من التمرات أو كوباً من الماء البارد بعد يوم شاق، امتنع فيه عن لذيذ الطعام والشراب، غايته رضا ربه، فيتذكر نعم الله عليه، فيأكل وهو يرفع يديه داعياً مولاه العلي القدير، أن يقبل منه صومه وطاعته،ويقول كما يقول صلى الله عليه وسلم عند فطره: (ذهب الظَّمَأُ، و ابْتَلَّتِ العُرُوقُ، و ثَبَتَ الأَجْرُ إنْ شاءَ اللَّهُ) يفرح المؤمن عند فطره، لأنه حقق الغاية من صيامه، وهي التقوى، فامتنع عن الطعام والشراب، وحفظ سمعه وبصره ولسانه عن الحرام، دون أن تكون عليه رقابة من البشر، ذلك لأنه علم أن له رباً سميعاً بصيراً يحكم في ملكه، ويتصرف في خلقه، يأمر وينهى ويقضي، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، شرع العبادات ليبتلي عباده وهو غني عنهم، وفي عبادة الصوم تبياناً لذلك قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لعلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) فإذا لم يحدث الصيام للإنسان تلك التقوى، فإنه لم يحقق الغرض الذي شرعه الله من أجله … فما أحوجنا يا عباد الله إلى أن نربي أنفسنا على التقوى، والخوف من الله ومراقبته، في سلوكنا وأخلاقنا وتعاملاتنا وفي بيوتنا ووظائفنا وفي أموالنا وفي ما ندخله في بطوننا، ونطعم به أطفالنا

عن عبد الله بن دينار رحمه الله قال: خرجت مع ابن عمر رضي الله عنه إلى مكة،  وفي الطريق انحدر علينا راع من جبل، فأراد ابن عمر أن يختبره، فقال له: أراع؟ قال: نعم. قال: بِعني شاة من الغنم. قال: إني مملوك. قال: قل لسيدك أكلها الذئب. قال الراعي: فأين الله – عز وجل -؟ قال ابن عمر: فأين الله؟ ثم بكى، ثم إنه بعد ذلك اشتراه و أعتقه.

 إذا ما خلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقل  

                       خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب

ولا تحسـبنّ الله يغفل سـاعــة  

                       ولا أنَّ ما تُخفي عليه يغيب

عبــــــــاد الله :إنه لن تحفظ الأمانات، وتؤدى الواجبات، وتصان الحقوق، وتحفظ الدماء  والأعراض والأموال، وتبنى الأمم وتزدهر الحضارات، إلا بالتقوى، وما وصلت إليه امتنا سابقاً وما بلغت من التطور والحضارة، لم يكن إلا ثمرة العمل بإخلاص، ومراقبة الله في السر والعلن، وهي التقوى، وإن خير زينة يتزين بها العبد لا تكون بملابسه الجميلة، وذوقياته الرفيعة، وكلامه الدقيق المنمق الواضح البين، ولكنها التقوى خير زينة وخير لباس قال تعالى: ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)

إِذَا المَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ ثِيَاباً مِنَ التُّقَى

                                      تَقَلَّبَ عُرْيَاناً وَإِنْ كَانَ كَاسِياً

وَخَيرُ لِبَاسِ المَرءِ طَاعَةُ رَبِّهِ

                                     وَلا خَيرَ فِيمَنْ كَانَ للَّهَ عَاصِياً

أيها الصائمون والصائمات: إن رمضان فرصة لتعمير القلوب بالتقوى والعمل الصالح، والمحروم من حرم فيه الخير، ولم يتزود منه، ولم يعمل فيه أعمالاً تقربه من ربه، وتسعده في دنياه وآخرته

عباد الله: ويفرح الصائم عند فطره، لأنه يقدم من ماله ومن طعامه، ما يطعم به الأكباد الجائعة، فيرى فضل الله عليه، و يرى أيضاً الغني يرحم الفقير ويعطيه من مال الله الذي أعطاه، وبذلك تعم الفرحة قلوب الفقراء والمحتاجين، وتسود الألفة والرحمة المجتمع، ويشعر كل أخ بإخوانه، وتنعدم الأنانية والبخل والشح من النفوس

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما أنزل الله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) فسمع الصحابي أبوالدحداح الأنصاري  لأول مرة هذا التوجيه الرباني الكريم، فسارع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : يا رسول الله، أيريد الله تعالى منا القرض؟ قال : نعم يا أبا الدحداح . فقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض؟  فقال النبي : نعم، يريد أن يدخلكم الجنة به . قال أبوالدحداح : فإني أريد أن أقرض ربي قرضاً يضمن لي به ولزوجتي ولصبيتي الجنة ؟ قال : نعم. قال : فناولني يدك يا رسول الله. فناوله يده، فقال : إن لي حديقتين، إحداهما بالسافلة، والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما، قد جعلتهما قرضاً لله تعالى. فقال له الرسول : اجعل إحداهما لله، والأخرى دعها معيشة لك ولعيالك. قال أبوالدحداح : فأشهدك يا رسول الله، أني قد جعلت خيرهما لله تعالى، وهو بستان فِيهِ سِتُّ مِائَةِ نَخْلَةٍ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذن يجزيك الله به الجنة. وانطلق أبوالدحداح إلى زوجته، وهي مع صبيانها في الحديقة ، تدور حول النخل، فبشّرها ففرحت أم الدحداح، (ولم تقل له لقد ضيعتنا وأفقرتنا كيف سنعيش، ماذا تركت لأولادك ؟ كلا) … بل قالت: ربح بيعك، بارك الله لك فيما اشتريت، وأقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم، حتى أفضت إلى الحائط الآخر، فقد أصبح ذلك ملكاً لله، لا حقّ لهم في شيء منه. ويروى أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال عند ذلك مبيناً جزاء هذا الصحابي الجليل عند ربه : (كم من عِذْقٍ رَدَاحٍ، ودار فياح، لأبي الدحداح)

اللهم وفقنا لاغتنام الأوقات، وشغلها بالأعمال الصالحات، وجد علينا بالفضل والإحسان وعاملنا بالعفو والغفران، وتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا يا رب العالمين.

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي منّ علينا بشريعة الإسلام، وشرع لنا ما يقرب إليه من صالح الأعمال، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل من صلى وزكى وحج وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد فيا أيها المسلمون: وأما الفرحة الثانية التي يفرحها المؤمن الصائم، فهي عند لقاء ربه يوم القيامة، يوم توزع الأجور،  يوم ينادى للصائمين من باب الريان، وهو من أعظم أبواب الجنة، ولا يدخله إلا الصائمون، وإن الجنة لتتزين من العام إلى العام في رمضان، ابتهاجاً بعباد الله الصالحين، فإذا دخلوا من باب الريان أغلق فلم يدخل غيرهم أحد، فإذا دخلوا وجدوا نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقضي … وجدوا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم إنهم في ذلك النعيم، حتى ينادي مناد الله ليأذن لهم بلقاء الملك سبحانه وتعالى  وزيارته، ويالها من زيارة ويا له من لقاء ؟ ورد في الصحيحين ( … بينما أهل الجنة في الجنة،  وإذا بمناد ينادي يا أهل الجنة، إنَّ ربكم تبارك وتعالى يَسْتَزِيرَكُم، فحيَّ على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعةً، وينهضون إلى الزيارة مُبَادِرِين، فإذا بالنجائبِ قد أُعدَّت لهم، فيستوون على ظهورها مُسْرِعِين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأَفْيَحِ، الذي جُعِلَ لهم مَوْعِداً وجُمعوا هناك، فلم يُغَادر الداعي منهم أحداً. أَمَر الربُّ تبارك وتعالى بكرسيه فنُصب هناك، ثم نصبت له منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم على كثبان المسك، وليس فيهم دني، ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:يا أهل الجنة إنَّ لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟! ألم يبيض وجوهنا؟! ويثقِّل موازيننا؟! ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟! فبينما هم كذلك، إذ سطع لهم نورٌ أشرقت له الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبَّار جلَّ جلاله، وتقدست أسماؤه، قد أشرف عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنة سلامٌ عليكم، فلا تُردُّ التحية بأحسن من قولهم: (اللهمَّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، فيتجلَّى لهم الربُّ تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول: يا أهل الجنة، فيكون أول ما يسمعون منه: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني؟! فهذا يوم المزيد، فيجتمعون على كلمة واحدة، أن: قد رضينا، فارضَ عنَّا، فيقول: يا أهل الجنة، إني لو لم أرضَ عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد فاسألوني، فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليك، فيكشف الرب جل وعلا الحجب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نوره، وينسون كل نعيم عاينوه، ولولا أن الله سبحانه قضى ألا يحترقوا لاحترقوا، ولا يبقى في هذا المجلس أحدٌ إلا حاضره ربه محاضرة، حتى إنه ليقول: يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته بالدنيا، فيقول: يا ربِّ ألم تغفر لي، فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه). فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة، ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة … اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم. لذلك يا عبــــــــاد الله: فإن الواجب علينـــا أن نحمد الله على نعمة الصوم وكفى بها من نعمة …  فاشكروه على فضله، وأكثروا من عبادته وذكره، وأنفقوا من ماله ومما جعلكم مستخلفين فيه، وطهروا قلوبكم من الأحقاد والضغائن، وأروا الله من أنفسكم في هذا الشهر خيراً كثيراً …  أكثروا من الصلاة والقيام والصدقة، وقراءة القرآن والذكر، وصلة الأرحام والدعاء، وغير ذلك من العبادات والطاعات، حافظوا على صلاة الجمعة  وعلى الصلوات جماعة في المساجد، وحافظوا على صلاة التراويح والقيام،   وحافظوا على وردكم من القرآن، وأكثروا من الدعاء، ليحفظ الله البلاد والعباد، ويعم رحمته وفضله على جميع المسلمين، واسألوه سبحانه وتعالى أن يعيننا على صيام هذا الشهر وقيامه، وأن يتقبله منا جميــعاً.

الْلَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا، الْلَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ صَامَ فَحَفِظَ صِيَامه، وَمِمَّنْ قَامَ فَدَاوَمَ عَلَىَ قِيَامِهِ، وَأخلِصَ لَكَ فِيْ جَمِيْعِ تِلْكَ الأعْمَالِ. الْلَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِيْ هَذَا الْشَّهْرِ الْكَرِيمِ مِنْ الْمَرْحُوْمِيِّنَ، الْلَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا فِيْ هَذَا الْشَّهْرِ الْكَرِيمِ، الْلَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ عُتَقَائِكَ مِنَ الْنَّارِ يَا رَبِّ الْعَالَمِيْنَ! الْلَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْعَمَلِ بِمَا يُرْضِيْكَ،وَجَنِّبْنَا أَسْبَابَ سَخَطِكَ وَمَعَاصِيكِ، الْلَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَىَ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.الْلَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإيْمَانَ وَزَيَّنَهُ فِيْ قُلُوْبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوْقَ وَالْعِصْيَانَ،وَاجْعَلْنَا مِنَ الْرَّاشِدِيْنَ.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.

اللهم كن لإخواننا المستضعفين المضطهدين في كل مكان ناصراً ومؤيداً ومعيناً.

اللهم أحفظ المسجد الأقصى، وفك الحصار عنه واحفظ أهله، واجعله شامخاً عزيزاً عامراً بالطاعة والعبادة إلى يوم الدين.

اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا، ودعاءنا، وأصلح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتب علينا، واغفر لنا ولوالدينا ولموتانا وموتى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ. (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

     خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين